مقترح هدنة جديد.. وساطة مصرية قطرية لإنهاء الحرب في غزة

مقترح هدنة جديد.. وساطة مصرية قطرية لإنهاء الحرب في غزة
آثار العدوان الإسرائيلي على غزة

كشف مسؤول فلسطيني رفيع، مطلع على مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، عن مبادرة وساطة جديدة تقودها قطر ومصر، تهدف إلى وضع حد نهائي للحرب المشتعلة في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. 

وتتضمن المبادرة هدنة تمتد من 5 إلى 7 سنوات، ما يمثل أطول فترة هدوء مقترحة منذ بدء الحرب، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، اليوم الثلاثاء.

تفاصيل المقترح الجديد

أفاد المسؤول الفلسطيني أن الخطة الجديدة ترتكز على أربعة عناصر أساسية وهي هدنة طويلة الأمد بين الطرفين تمتد لخمس أو سبع سنوات، وإطلاق سراح كافة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة، وإفراج شامل عن السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة مع إعلان نهاية الحرب رسميًا.

وأوضح المسؤول أن المقترح تم تقديمه إلى كل من حماس والحكومة الإسرائيلية عبر الوسطاء القطريين والمصريين، وأن المفاوضات بشأنه لا تزال جارية في أجواء حذرة بسبب خلافات جوهرية حول بعض النقاط.

حماس مستعدة لتسليم غزة

أكد المسؤول الفلسطيني أن حركة حماس أبدت استعدادًا مبدئيًا لتسليم إدارة القطاع إلى "كيان فلسطيني يتم التوافق عليه وطنيًا وإقليميًا". 

وبيّن أن هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في رام الله أو هيئة جديدة يجري تشكيلها بالتوافق بين الفصائل الفلسطينية والدول الراعية للوساطة.

ويُنظر إلى هذه الخطوة من جانب حماس على أنها تنازل سياسي كبير قد يمهّد لإعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة فلسطينية واحدة، وهو مطلب متكرر من قبل المجتمع الدولي.

أفق سياسي جديد

يأتي هذا المقترح في وقت تواجه فيه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط ضغوط دولية متزايدة على جميع الأطراف لوقف الحرب. 

ويرى مراقبون أن المبادرة القطرية-المصرية تشكل فرصة نادرة لإعادة إحياء مسار سياسي شامل يعالج القضايا الجوهرية، ويوقف دوامة العنف المستمر.

ولم يصدر بعد أي رد رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن المقترح، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أفادت أن هناك تحفظات أولية من قبل الحكومة، خصوصًا بشأن مسألة انسحاب الجيش وتسليم الإدارة في غزة. 

وفي المقابل، تُبدي أطراف دولية اهتمامًا بالاقتراح، معتبرة أن هدنة طويلة الأمد قد تكون مفتاحًا لإعادة الإعمار وضمان استقرار نسبي في المنطقة.

الحرب ومأزق المفاوضات

تواصلت الحرب في غزة لأكثر من ستة أشهر، وأوقعت عشرات آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، وسط دمار واسع للبنية التحتية. 

ورغم المبادرات المتكررة لوقف إطلاق النار، فشلت الجولات السابقة من التفاوض بسبب الاختلاف على المراحل التنفيذية والضمانات، وغياب اتفاق حول مستقبل الحكم في القطاع.

ويمثل المقترح الجديد نقطة اختبار حاسمة للنوايا السياسية للطرفين، وقد يشكل بداية نحو تسوية طويلة الأمد إذا حظي بدعم إقليمي ودولي فعّال، وفي حال نجاحه، سيفتح المجال أمام مرحلة انتقالية سياسية وأمنية قد تغيّر المشهد الفلسطيني - الإسرائيلي في السنوات القادمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية